السبت، 24 يناير 2009

إلى طريد العنيد، أرجو من الله أن لا يطردك من رحمته فتنال غضبه ..


    إلى طريد العنيد، أرجو من الله أن لا يطردك من رحمته
 فتنال غضبه ..
بسم الله الرحمن الرحيم،

 وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
والله ما عمري ندمت على إجابة أحد سألني إلا عليك يا طريد لأنك والله لا تستحق أن تُجاب على سؤالٍ واحدٍ من العشرة لذلك أقول: آن لأبي حنيفة أن يمُدَّ رجليه. وكذلك أراك تُنكر وحي التّفهيم، وكذلك تجعل الراسخين في العلم هم الفُقهاء 

بل هم أهل الذكر الذي يتعلم منهم العلم الفقهاءُ.
 تصديقاً لقول الله تعالى:{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } 
 صدق الله العظيم [النحل:٤٣]
وهم أهل القرآن الذين يُعلّمهم الله البيان للمُتشابه من القرآن ليجعل ذلك بسطةً في العلم على علماء الأمّة، وهم أولوا الأمر الذين أمركم الله بطاعتهم بعد الله ورسوله؛ بل هم الأئمة الذين يختارهم الله برغم أنفك وأمثالك، وإن لم أخرس لسانك بمُحكم القرآن فلستُ منهم، ولسوف أوجّه إليك سؤالاً يا طريد وهو أن تأتيني ببيان قول الله تعالى:

{وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ}

 صدق الله العظيم [يوسف:١٥]
وأعلم والله لو أنتظر مائة عام لن تجيبني عليه يا طريد شيئاً ما دُمتَ تنكر وحي التّفهيم من الله إلى القلب، ولسوف آتيك بسُلطان العلم على البُرهان لوحي التّفهيم من مُحكم القرآن العظيم. وقال الله تعالى:

{ فَتَلَقَّىٰ آدم مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }

 صدق الله العظيم [البقرة:٣٧]
فأما الكلمات التي تلقاها آدم وزوجته هي كلمات بوحي التّفهيم إلى قلبيهما ما يقولا بعد أن ظلما أنفسهما. فما هي هذه الكلمات التي تلقوها بوحي التّفهيم إلى القلب؟ 

وهي قول الله تعالى:
{ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

 صدق الله العظيم [الأعراف:٢٣]
وكذلك آتيك ببرهان آخر في سورة يوسف وهو قول الله تعالى:

{وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ}

  صدق الله العظيم [يوسف:١٥]
وأوحى الله إلى قلب يوسف بالتّفهيم أنه لن يتخلى عنه وأنّ الله معه وأن ذلك المكر هو لصالحه لتصديق الرؤيا فيعزّه الله لدرجة أن يوسف سوف يُذكّرهم بأمرهم هذا الذي صنعوا به في غيابت الجبِّ وهم لا يشعرون؛ أي لا يشعرون أن المُتكلم أمامهم أنّه يوسف نظراً لأنّ الله قد أعزّه وجعله عزيزَ مصر، حتى إذا ذكّرهم بما صنعوا به ومن ثمّ عرفوا أنه أخاهم يوسف. فانظر إلى البيان الحقّ لقوله تعالى:

{ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }

 صدق الله العظيم [يوسف:١٥]
وتجده في قول الله تعالى:

{ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّ
هَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴿٨٨﴾ قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أنتم جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٩٠﴾ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴿٩١﴾ قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿٩٢﴾ }
 

صدق الله العظيم [يوسف]
ويا أخي طريد، اتقِ الله فوالله لقد أغضبتني كثيراً بقولك إني كذبت الله، وحسبتَ ذلك هين بفيك وهو عند الله وخليفته إثم عظيم عليك وبهتان وزرٍ كبيرٍ على المهدي المُنتظر الحقّ من ربّ العالمين، أفلا ترى أنه ذكّرهم بما صنعوا به وهم لا يشعرون أنهُ أخاهم يوسف نظراً لأنه عزيز مصر؟ وهذا يستحيل في نظرهم أن يصبح أخوهم يوسف عزيز مصر ولكن تصديق الرؤيا هي بسبب مكرهم، وما ضرّ يوسف مكرُهم وما تخلى الله عنه كما أوحى إليه بوحي التّفهيم يوم ألقوه في غيابت الجبّ وأوحى الله إليه بوحي التّفهيم أنه لن يتخلى عنه وأنه سوف يعزّه بسبب هذا المكر حتى يذكّرهم بما صنعوا به وهم لا يشعرون أنه أخاهم يوسف حتى إذا ذكرهم ومن ثم عرفوه بمعنى أنه قبل أن يُذكّرهم فهم لا يشعرون أنه أخاهم يوسف نظراً لأنه قد صار عزيز مصر.
وكذلك وحي التّفهيم على قلب سُليمان بالحكم الحقّ بين المُختصمين في قول الله تعالى:

{ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ 

شَاهِدِينَ ﴿٧٨﴾ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ } 
 صدق الله العظيم [الأنبياء:78-79]
وكذلك بين طرق الوحي الثلاث في قول الله تعالى:

{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } 

 صدق الله العظيم [الشورى:٥١]
فأمّا قوله تعالى:
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا }

  وهو وحي التفهيم إلى القلب كما بيّنا لك بالحقّ. وتصديقاً لقول الله تعالى:
 { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ }.
أما قوله تعالى:
{ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } وذلك وحي التّكليم من وراء حجاب 

كما كلم الله موسى تكليماً
 { وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } 
 وذلك عن طريق جبريل عليه الصلاة والسلام.
ولكن في وحي التّفهيم وجب أن تحذر فهو إما ان يكون وحي التّفهيم من ربّ العالمين وإما أن يكون وسوسة شيطان رجيم
، فكيف يتبيّن ذلك هل هو من الرحمان أم وسوسة شيطان؟ فذلك بٌسلطان العلم من القرآن فإن جادلتني من القرآن يا طريد وتبيّن لك أنك تهجمت علينا بغير الحقّ وأخرستُ لسانك بالحقّ حتى تُسلم تسليماً إن كنت تؤمن بالقرآن العظيم، وإن كان الوحي آتٍ من الشيطان وليس من الرحمن فسوف يجعل الله لك السٌلطان على ناصر محمد اليماني فتخرس لسانه بالحقّ حتى يُسلم تسليماً. ولن تأخذني العزة بالإثم ولكني أعلمُ وأقسمُ بربّ العالمين لتجدني أعلمَ منك ومن كافة عُلمائك بالقرآن العظيم، ما لم فلست الإمام المهدي الحقّ من ربّ العالمين، وطاولة الحوار هي الحكم يا طريد فلا تزبد وتربد علينا بغير الحقّ وتفتري علينا بأني كذّبتُ الله وتجرأت على قول هذا؛ بل والله لا يُكذب بآيات الله إلا أنت وأمثالك الذين يحسبون أنفسهم على شيء وأنتم لستم على شيء يا طريد، وقد جاء الأمد البعيد لكوكب العذاب فمن ذا الذي يُنقذك من بأس الله الشديد يا طريد إن كذبت بالحقّ من ربّك؟ فهلمّ للحوار يا طريد ولا تكن عنيداً بغير الحقّ، واكتسب الأدب في الحوار واحترمني أحترمك، ولا تتكبر علينا فنتكبر عليك؛ أشد وأعظم صدقة إلى الربّ وقربة إليه التكبر على أهل الكبر، ثم إن عليك أن تعلم إن الله سوف يظهرني عليك وأمثالك بكوكب جهنّم كوكب العذاب الأليم فتدبر هذا البيان لعلك تخشى الله ربّ العالمين، وأقسم بالله العظيم إنك تُعاند الإمام المهدي الحقّ من ربّك

 وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
وكذلك أدعوك إلى قراءة هذا البيان كاملاً لعلك تخشى أو يحدث لك ذكرى:

http://www.mahdi-alumma.com/vb/login....95c3d533437cc3
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.



الجمعة، 23 يناير 2009

ردّ المهدي المنتظر إلى السائلين عن اسم الله الأعظم.

ردّ المهدي المنتظر إلى السائلين عن اسم الله الأعظم..
بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين وجميع المسلمين
 التابعين للحق إلى يوم الدين، أما بعد..
ويا رجل وهل عدمت عليك الأسماء المستعارة حتى تكتب اسمك (سس) ؟ 

فكيف تريدنا أن نناديك أثناء الحوار(سس) ؟ 
والله أعلم بمرادك من هذا الاسم ( سس)، وعلى كل حال يا رجل إنك أتيت برواية حق حول فتوى عدد أسماء الله الحسنى أنها 99 اسماً ولكن محمداً - رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - يعلم أنه لم يعلم المسلمون بأسماء الله جميعاً وأنه لا يزال لله اسم خفي ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:
[ ما أصاب أحداً قط همٌّ ولا حزنٌ فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وأمتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي وغمي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً ]
فانظر لقول محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حيث قال: 

 [ أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ]
  انتهى الاقتباس من حديث محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
 ولو أن فيه إدراج بسيط، والحق هو:
[ اللهم إني عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك وأنزلته قي كتابك واستأثرت به في علم الغيب عندك وعلمته لأحد من خلقك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي وغمي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً ]
صدق عليه الصلاة والسلام
ولكن الإدراج جعل فرصة لافتراء أسماءِ الله أنه لم ينزّلها في كتابه جميعاً وأنه يعلّم من يشاء من عبيده أسماءً لم ينزلها في كتابه
، وذلك حتى يأتوا لله بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان في محكم القرآن ومن ثم يقولون:

 ألم يقل محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله سلم - أن الله يعلم من يشاء بأسماء الله لم ينزلها في كتابه بل يعلمها لمن يشاء من خلقه ولم ينزلها على رسله؟ ومن ثم تتهيأ الفرصة للإلحاد في أسماء الله الحسنى والله من ورائهم محيط.
وأما الاسم الذي استأثر به في علم الغيب فقد آثر الله به الإمام المهدي ليعلّمه لأمته فجعله الله من أعظم آيات التصديق للمهدي المنتظر، وهو يقصد اسم الله الأعظم يا (سس) الذي لا تحيط به علماً، أفلا تعلم أن الحكمة من خلق العبيد أنها تكمن في اسم الله الأعظم وهو (النعيم) الأعظم؟ وليس سبب أنه يوصف بالأعظم إنه أعظم من أسماء الله الحسنى الأخرى سبحانه وتعالى علواً كبيراً! بل لأن الله جعله صفة رضوان نفسه على عباده وأفتاهم إنه حقاً سيجدونه النعيم الأعظم من نعيم جنته، ولم يقل ذلك المهدي المنتظر من عند نفسه بل أفتاكم الله في محكم كتابه إن نعيم رضوان الله على عباده لهو النعيم الأعظم من جنته. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

  صدق الله العظيم [التوبة:72]
ولربما (سس) يود أن يقول وما يقصد الله تعالى بقوله:

 { وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }؟ 
 ومن ثم يرد عليه عبد النعيم الأعظم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول:
 ذلك هو النعيم الأعظم من نعيم الجنة جعله الله صفة لرضوان نفسه على عباده.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
صدق الله العظيم [التوبة:72]
أم تنكر صفات الله في أسمائه الحسنى مثال (الكريم)؟ وهي صفة الكرم. وترى كرم الله بين يديك في كل شيء، فما أكرم الله! وكذلك (الخالق) وترى حقيقة خلق الله بين يديك، فكذلك اسم الله الأعظم جعله الله الصفة لرضوانه على عباده وكذلك سوف يجدونه حقيقة إنه النعيم الأعظم من جنته، ولذلك لن يرضوا حتى يرضى. بل حقيقة اسم الله الأعظم هي أكبر آية في الكتاب على الإطلاق لا يساويه ملكوت الله أجمعين.
ويا أخي الكريم سس، إن حقيقة اسم الله الأعظم ليس إنه لا يزال في علم الغيب بل وجده الأنصار السابقون الأخيار حقيقة لا شك ولا ريب أن رضوان الله على عباده لهو النعيم الأعظم من نعيم جنته لا شك ولا ريب، ولذلك لن تجدهم يتخذون النعيم الأكبر وسيلة لتحقيق النعيم الأصغر، بل اسمع ما أقول:

 أقسم بالله النعيم الأعظم لو يؤتي الله أحدهم ملكوت نعيم الجنة التي عرضها السماوات والأرض غير أنه يعلم أن ربه حبيبه ليس راضياً في نفسه، ومن ثم يعلم أن لو ينفق ملكوت نعيم الجنة جميعاً أنه سوف يتحقق رضوان نفس ربه، إذاً لأنفق نعيم الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض وهو فرحٌ مسرورٌ لا يأسى عليها مثقال ذرة. إذاً يا حبيبي في الله، لو لم يعلموا أن حقيقة رضوان الله على عباده هو النعيم الأعظم لما أنفقوا نعيم جنته ولكنهم علموا أن رضوان الله نعيم أكبر من نعيم جنته حقيقة لا شك ولا ريب كما وصف الله لهم ذلك في محكم كتابه:
{ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
صدق الله العظيم [التوبة:72]
أي وربي إن صفة رضوان الله حقيقة هو النعيم الأكبر من جنته، فهل تلومنا يا أخي الكريم (سس) أن اتخذنا رضوان الله النعيم الأكبر غاية ولن نتخذه وسيلة لتحقيق النعيم الأصغر؟ فلكم علم بهذه الحقيقة الحق قوم يحبهم الله ويحبونه:
{ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } 

صدق الله العظيم [المائدة:54]
ألا والله لو آتاك الله ذلك الفضل لما جادلت فيه الإمام المهدي شيئاً ولكنه لم يؤتِك ذلك الفضل بعد ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وأما الصلوات فها أنت تجد القرآنيين لا يصلّون إلا ثلاث صلوات فقط وليس أنهم نقصوا أو زادوا في الركعات بل أضاعوا فرضين بأكملها، ولا أريد الحوار معك في ركن الصلوات وقد أقمنا عليكم الحجة بالحق ولم يتجرأ ممن أظهرهم على أمرنا من علماء الأمة للاعتراض على بيان الصلوات، ويا رجل أفلا تتفكرون في صلوات القصر أنها قصر في الركعات من الأصل إلى ركعة واحدة إلا الإمام يصليها كما أنزلت ركعتين، فيصلي معه الطائفة الأولى ركعة واحدة حتى استكمال التشهد الأوسط من بعد الركعة الأولى، ومن ثم يسلموا فينصرفوا، وأما الإمام فيقوم لقضاء الر كعة الثانية ومن ثم يأتِ طائفة أخرى لم يصلوا ومن ثم يصلوا مع الإمام الركعة الثانية حتى استكمال التشهد الأخير فيسلم الإمام ويسلموا معه، ومن ثم تجد صلاة الطائفتين متساوية بالحق من غير ظلم.. قراءة الفاتحة وتشهد.
ولكني لم أجد لديكم التشهد الأوسط من بعد الركعة الأولى فتقولون بل يصلي الركعة الأولى فيقوم من السجود فيظل قائماً، وأما الطائفة الأولى فهل أمرتموهم بالتسليم من غير تشهد أم أمرتموهم بالجلوس ليقرأوا التشهد إلى نهايته ومن ثم يسلموا وينصرفوا والإمام يظل قائماً ينتظر الطائفة الأخرى؟ مالكم كيف تحكمون؟! بل التشهد الأوسط هو في جميع الصلوات من بعد الركعة الأولى، ولذلك تجدون صلاة القصر لطائفتين متساوية بدقة متناهية عن الخطأ واللخبطة أفلا تعقلون؟ بل الأعجب من ذلك كيف سوف تصنعون في صلاة المغرب فكيف تقسّمونها على طائفتين في صلاة القصر!

 أفلا تتفكرون؟ أم أنكم تقولون من عند أنفسكم لا قصر في صلاة المغرب ولكن الله سبحانه قال:
{ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101) }
 

صدق الله العظيم [النساء:101]
وتلك هي صلاة القصر في كتاب الله من ركعتين إلى ركعة ولها شرط 

محكم في كتاب الله:
{ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101) } 

صدق الله العظيم
والسؤال الذي يطرح نفسه:

 فما هو الحل لو خشوا أن يفتنونهم في صلاة المغرب؟ فهل ترون أن الطائفة الأولى تصلي مع النبي - صلى الله عليه وعليهم وسلم تسليماً - ومن ثم يقيم صلاة المغرب مرة أخرى فيصليها مرة أخرى لكي يصلي معه الطائفة الثانية؟! قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، أم إنكم قلتم: 
لا قصر في صلاة المغرب؟! فتواكم من عند أنفسكم وحسبي الله ونعم الوكيل..وعلى كل حال فلا حوار بيني وبينك في ركن الصلاة إلا بتنفيذ شروط الحوار في ركن الصلاة ويختص بذلك مفتي الديار الإسلامية بتنزيل صورته واسمه الحق، وقد بيّنا لكم الحكمة من تأخير استكمال الحوار في ركن الصلاة، وذلك كون أنصار المهدي المنتظر سوف يضطرون إلى مغادرة المساجد نظراً لاختلاف الصلاة فهم لن يستطيعوا أن يقيموا التشهد الأوسط من بعد الركعة الأولى، وكذلك اختلاف زيادة الركعات في الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ولكن الله يتقبل صلاتهم وسوف تحسب لهم زيادة الركعات نافلة لهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأهم شيء أن صلواتهم خالية من الشرك ومن تراب أبتي الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار.
 وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.