السبت، 29 مارس 2014

أفتني في دابة الأرض التي تخرج أخرالزمان ما حقيقتها ؟

 أفتني في دابة الأرض التي تخرج أخرالزمان ما حقيقتها ؟
والجواب لأولي الألباب:
بسم الله الرحمن الرحيم، 
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الطيبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين وبعد..
أختى السائلة عن الدّابة، وإليك الجواب المختصر:
إنّ خروج الدّابة من الأرض هو إنسانٌ يمشي فيُكلم النّاس، والنّاسُ دواب. 
وقال الله تعالى:
{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النّاس بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ
 إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى }
صدق الله العظيم [فاطر:45]
إذاً المقصود بالدّابة هو:
  إنسان يُكلم النّاس شاهداً بالحقّ؛ وهو المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يُخرجه الله من الأرض لأنه الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف فيُكلم النّاس كهلاً بالحقّ كما كلمهم طفلاً يوم ولادته، ويقول:{ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ } 
 [مريم:30]، 
فيجعله الله حكماً بين المسلمين والنّصارى الذي قالوا:
 إنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم، 
وطائفة أخرى قالوا: وَلَدُ الله.
 ولكن المسلمين يعتقدون بالحقّ أنه عبد الله،
ثم يأتي حكماً بالحقّ في اختلاف المسلمين والنّصارى فيقول لهم كما قال لهم من قبل وهو في المهد صبيا:
{ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ }، وذلك لأن المسيح الكذاب سوف يأتي ويقول أنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله ولذلك تمّ تأخير المسيح الحقّ ليجعله الله شاهداً بالحقّ وجعله الله للإمام المهدي وزيراً، ويكون من الصالحين ولا يدعو النّاس إلى اتّباعه بل إلى اتّباع الإمام المهدي، ويكون من الصالحين التّابعين.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَيُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ }

صدق الله العظيم [آل‌عمران:46]
ومعنى قول الله تعالى:
{ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ }،
 أي: حين يُكلمهم كهلاً فهو يكون من الصالحين التّابعين ولا يدعو النّاس لاتّباعه كونه نبيّ؛ ولكنّه لا ينبغي أن يأتي نبيٌّ من بعد محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيدعو النّاس لاتّباعه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا }

صدق الله العظيم [الأحزاب:40]
ولذلك حين تأتي دعوة ابن مريم الأخرى سوف يكون من الصالحين التّابعين للإمام المهدي يوم يأتي المسيح عيسى ابن مريم يُكلم النّاس وهو كهلاً،
 ولكن ماهي المعجزة أن يتكلم رجل وهو كهل؟ 
بل المعجزة في نزول نفس ابن مريم من عند بارئها فينهض جسد المسيح المُضاف
 إلى أصحاب الكهف الثلاثة 
وتوجد هنا معجزة من ربّ العالمين لينطق ابن مريم  بالحقّ بإذن الله،
 فأمّا الأولى فهي: { وَيُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ }
  [آل عمران:46]،
 ومضت وانقضت يوم ميلاد المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ونطق بإذن الله وقال: { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ }، ولم يقُل أنّه الله ولا ولد الله.
وأما المُعجزة الأخرى في تكليم ابن مريم للناس في قول الله تعالى:
 
 { وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ } [آل عمران:46]،
 وتلك معجزة الإحياء لجسد الإنسان المسيح عيسى ابن مريم وعودة نفس المسيح إلى الجسد ليُكلم النّاس كهلاً، والكهل هو سنٌّ متوسطٌ بين سنِّ الشباب والمَشيب ذو اللحية المخلوطة بالشعر الأبيض والأسود ويُطلق على من كان بهذا السن كهلاً، وذلك هو الدّابة يخرج من الأرض، وهو الإنسان المسيح عيسى ابن مريم ليُكلم النّاس كهلاً فينطق بنفس القول من قبل { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ } أي أنه ليس الله ولا ولد الله سُبحانه! كما يعتقد النّصارى بالباطل ويريد المسيح الكذاب أن يستغل عقيدة الكفار من النّصارى فيقول أنه الله. وقال الله تعالى:
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابن مريم وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ ربّي وَربّكمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجنّة وَمَأْوَاهُ النّار وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ }

صدق الله العظيم [المائدة:72]
وبما أن المسيح الدجال سوف يأتي مؤيّداً لعقيدة الباطل لدى كُفار النّصارى فيدعي الربوبيّة ويقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم وإنّه الله ربّ العالمين ولذلك يُسمّى المسيح الكذاب 
بمعنى: إنّه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ، ولذلك تتبين لكم الحكمة من رجوع المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو الوزير الأول ونائب خليفة الله الإمام المهدي ورئيس مجلس الوزراء.ومن وزراء المهدي كذلك رسول الله إلياس - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي ابتعثه الله إلى أصحاب الرسّ - وهي قرية حمّة ذياب بن غانم كما يُسمّيها المؤرخون - وكذّبوه هو ووزيره نبيّ الله الصديق إدريس صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم صدّقه أخاه إدريس؛ شاباً فتياً، ثم جعله الله مع أخيه إلياس وزيراً، ثم صدّقه أخوه اليسع؛ شاباً فتياً، فعزز الله بهما نبيّاً ثالثاً وهو نبيّ الله الصدّيق اليسع، فكذبوهم أجمعين ولم يؤمن لهم غير رجل واحد فقط وكان يكتم إيمانه ومثله كمثل مؤمن آل فرعون. وتوعدهم قومهم إن لم ينتهوا عن الدعوة إلى الله وعبادة الله وحده بأنهم سوف يرجمونهم وليمسنّهم من قومهم عذاباً أليماً، ومن ثم خشي رسول الله إلياس على أخويه من الفتنة وأمرهم أن يأويا إلى الكهف وهو معهم فيختبئون فيه كما اختبأ محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وصاحبه أبو بكر من الكفار، وكذلك الرسول إلياس وأخويه النبيين الصديقين الفتيان اختفوا في الكهف من مكر الكفار حتى ينظر الله في أمرهم، ولكن الرجل الذي صدّقهم وكان يكتم إيمانه علم بأن أنبياء الله الثلاثة قد اختفوا بعد تهديد الكفار برجمهم أو العودة في ملّتهم ومن ثمّ غضب هذا الرجل الصالح من قومه وجاء إلى كبار قومه وأعلن إيمانه. 
 وقال الله تعالى:{ وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾ }
صدق الله العظيم [يس]
ولذلك قال رسول الله إلياس لأخويه إدريس واليسع:

{ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا }

صدق الله العظيم [الكهف:20]
وذلك لأن قومهم توعدوهم بذلك إن لم ينتهوا عن دعوتهم إلى الله وترك عبادة آلهتهم، وقالوا: 
 { قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }  
صدق الله العظيم [يس:18]، 
وذلك لأن الأنبياء الثلاثة رسول الله ووزراءه الفتية إدريس واليسع كانوا يدعون قومهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان وقالوا: قال الله تعالى:
{ هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا }

صدق الله العظيم [الكهف:15]
والآن تبيّن لكم لماذا جعل الله قصة أصحاب القرية ورسلها الثلاثة مُبهمةً ولم يذكر أصحاب هذه القرية ولا اسم قومها وكذلك لم يذكر أسماء رُسلها الثلاثة، وذلك لأن القصة تتعلق بأصحاب الكهف فإذا جاء الإمام المهدي الذي يؤتيه الله علم الكتاب فيفصّله تفصيلاً فيجعل أسرار القرآن مفهومة لدى المُسلمين المؤمنين الموقنين بآيات الله في القرآن العظيم؛ 
أولئك من وزرائي المُكرمين وهم:
 رسول الله إلياس والصديق النّبي أخوه إدريس الذي رفعه الله مكان علياً، وهو إشارة على أن موقع أصحاب الكهف في أعلى مكانٍ في الجزيرة العربية، وأعلى مكان هو هضبة اليمن، وأعلى مكان في الهضبة هي محافظة ذمار، وأعلى مكان هي قرية الأقمر التي توجد بعرض جبل إسبيل.
،،،،

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.


الإمام المهدي المنتظر يفتي بأنّ الدابّة التي ستخرج تكلّم الناس إنّما هي عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين والتابعين الحق من ربّهم إلى يوم الدين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..
وإنّ الإمام المهدي ليقدّم اعتذاره إلى ضيفنا الكريم التائب إلى الله بعدم ردِّ الجواب على أسئلته التي لم أعثر عليها أو لا أتذكرها لكثرة الأسئلة والردود على العام والخاص، والإمامُ المهدي رجلٌ واحدٌ والسائلون أمّة، فصبرٌ جميلٌ.
وما أريده من أحبتي الأنصار تطوعاً وليس أمراً أنّ من عثر على سؤالٍ لم يتمّ الردّ عليه أنْ يبعث به إلينا كرسالة خاصة مع رابط البيان حتى أجيبَ عليه حين تتيسر لنا الفرصة بإذن الله، وصبرٌ جميلٌ معشر السائلين وما كان الإمام المهدي ليتعالى على الباحثين عن الحق، ونجيب السائلين ولا نعلم من السائل، والمهم أننا رددنا بالجواب ليستفيد الباحثون عن الحق بغض النظر هل اهتدى السائل أم كان من الذين لا يهتدون، بل سوف يستفيد من الجواب على سؤاله قومٌ آخرون باحثون عن الحق بكل إخلاص وصدقٍ. وأما الذين هم فرحون بما لديهم من العلم لدى مختلف الأحزاب فنقول: أولو كان تبيّن لكم أن علمكم باطلٌ في المسألة الفلانية ولكنّ الله أفتاكم في محكم كتابه إنّ لكل دعوى برهانٌ، ولذلك قال الله تعالى:
{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:111]

كمثل الذي يفتي إنّ الدابة هي ناقة الله صالح بغير علمٍ من الله إلا اتّباع الظنّ حين جاء ذكر الناقة في القرآن إنّها آية، ونقول: نعم آية لقوم نبيّ الله صالح مضتْ وانقضتْ. تصديقاً لقول الله تعالى: 
{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } صدق الله العظيم [الأعراف:73]
ونتابع قصة قوم نبي الله صالح صلى الله عليه وآله الأطهار وسلم فهل رفع الله الناقة إلى مكانٍ عَلِيٍّ فأنقذها من القتل فشبّه لهم ناقة أخرى ليقتلوها؟ ومن ثم نأتي للفتوى من ربّ العالمين في محكم كتابه للعالِم وعامّة المسلمين. قال الله تعالى: 
{ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْ‌سَلٌ مِّن رَّ‌بِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْ‌سِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿٧٥﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُ‌ونَ ﴿٧٦﴾ فَعَقَرُ‌وا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ‌ رَ‌بِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٧٧﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّ‌جْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِ‌هِمْ جَاثِمِينَ ﴿٧٨﴾ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِ‌سَالَةَ رَ‌بِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴿٧٩﴾ } صدق الله العظيم [الأعراف]

فهذا يعني أنّ الله لم ينقذها من القتل لحكمةٍ إلهيةٍ، وقتلَ قومُ صالح ناقةَ الله، تصديقاً لقول الله تعالى: 
{ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُ‌هُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْ‌ضِ وَاسْتَعْمَرَ‌كُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُ‌وهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَ‌بِّي قَرِ‌يبٌ مُّجِيبٌ ﴿٦١﴾ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْ‌جُوًّا قَبْلَ هَـٰذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِ‌يبٍ ﴿٦٢﴾ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَ‌أَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّ‌بِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَ‌حْمَةً فَمَن يَنصُرُ‌نِي مِنَ اللَّـهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ‌ تَخْسِيرٍ‌ ﴿٦٣﴾ وَيَا قَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُ‌وهَا تَأْكُلْ فِي أَرْ‌ضِ اللَّـهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِ‌يبٌ ﴿٦٤ فَعَقَرُ‌وهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِ‌كُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ‌ مَكْذُوبٍ ﴿٦٥﴾ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُ‌نَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَ‌حْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَ‌بَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴿٦٦﴾ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِ‌هِمْ جَاثِمِينَ ﴿٦٧﴾ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُ‌وا رَ‌بَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ ﴿٦٨﴾ } صدق الله العظيم [هود]

ويتبين لك يا رجل أنّ قوم ثمود عصوا أمر ربهم ومسّوا الناقة بسوءٍ فعقروها، تصديقاً لقول الله تعالى: 
{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿١٤١﴾ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿١٤٢﴾ إِنِّي لَكُمْ رَ‌سُولٌ أَمِينٌ ﴿١٤٣﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٤٤﴾ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ‌ إِنْ أَجْرِ‌يَ إِلَّا عَلَىٰ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٤٥﴾ أَتُتْرَ‌كُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ﴿١٤٦﴾ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿١٤٧﴾ وَزُرُ‌وعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴿١٤٨﴾ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِ‌هِينَ ﴿١٤٩﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٥٠﴾ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ‌ الْمُسْرِ‌فِينَ ﴿١٥١﴾ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿١٥٢﴾ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِ‌ينَ ﴿١٥٣﴾ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿١٥٤﴾ قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْ‌بٌ وَلَكُمْ شِرْ‌بُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿١٥٥﴾ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥٦﴾ فَعَقَرُ‌وهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ﴿١٥٧﴾ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُ‌هُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٥٨﴾ وَإِنَّ رَ‌بَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّ‌حِيمُ ﴿١٥٩﴾ } صدق الله العظيم [الشعراء]

وبعد متابعة قصة نبي الله صالح وقومه والناقة آية لهم من ربهم تبيّن لنا إنّها آية مضتْ وانقضتْ وقتلوها يقيناً، تصديقاً لقول الله تعالى: 
{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ‌ ﴿٢٣﴾ فَقَالُوا أَبَشَرً‌ا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ‌ ﴿٢٤﴾ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ‌ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ‌ ﴿٢٥﴾ سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ‌ ﴿٢٦﴾ إِنَّا مُرْ‌سِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْ‌تَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ‌ ﴿٢٧﴾ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْ‌بٍ مُّحْتَضَرٌ‌ ﴿٢٨﴾ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ‌ ﴿٢٩﴾ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ‌ ﴿٣٠﴾ إِنَّا أَرْ‌سَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ‌ ﴿٣١﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْ‌نَا الْقُرْ‌آنَ لِلذِّكْرِ‌ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ‌ ﴿٣٢﴾ } صدق الله العظيم [القمر]

إذاً عقروها وقُضي أمرُها فأهلكهم الله بذنبهم فسوّاها. تصديقاً لقول الله تعالى: 
{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ﴿١١﴾ إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا ﴿١٢﴾ فَقَالَ لَهُمْ رَ‌سُولُ اللَّـهِ نَاقَةَ اللَّـهِ وَسُقْيَاهَا ﴿١٣﴾ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُ‌وهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَ‌بُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴿١٤﴾ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الشمس]
وتعالوا لنبيّن لكم سبب اتّباع هذا الرجل الظنّ، وتجدون الجواب في قول الله تعالى:

{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً }
 صدق الله العظيم [الأعراف:73]
وسوف يقول لكم الرجل أفلا ترون أن ذكر الآية جاء في الموضعين؟ وقال الله تعالى:

{ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }
 صدق الله العظيم [النمل:82]

ومن ثم يقول الذين يتبعون الظنّ: أفلا ترون أنّه ذكر لكم آية في الموضعين وهو موضع الناقة وموضع الدابة؟ ومن ثم يستنبطون حسب زعمهم أنّ الدابة هي الناقة. ومن ثم يردّ على الذين يتبعون الظنّ الإمامُ المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: ذلك هو اتّباع الظنّ الذي لا يغني من الحق شيئاً، وسبب ظنّكم أنّ الناقة هي الدابّة هو ذكر الآية فكم أنتم قوم تجهلون! فليس هذا هو تفسير القرآن بالقرآن فإنكم لخاطئون، بل تفسير القرآن بالقرآن يجب أن يكون على أساس متينٍ مبينٍ وبرهانٍ واضحٍ وضوح الشمس حين الشروق، لا شك ولا ريب.. كما يفعل الإمام المهدي ناصر محمد اليماني فلن تجدوا تناقضاً كما يفتري علينا الجاهلون، ونقرّ ونعترف بالأخطاء اللغوية وهي حجة لنا وليست علينا والحمد لله، وتالله إنّهم ليفهمون ويعلمون ما يقصده ناصر محمد اليماني في كافة بياناته وهذا هو الأهمّ والأساس أن يفطنوا لما أقول.
وأما الدابة فيطلق على كل ما يدأب على الأرض سواء كان إنساناً أو حيواناً فيسمى في الكتاب دابة، فكثيرٌ من الآيات في محكم الكتاب ذكرت الدواب ويقصد بها الناس، وثانياً إنّ الناس لا ينتظرون خروج ناقة الله صالح عليه الصلاة والسلام بل بعث الإمام المهدي وخروج الدابّة المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم وخروج المسيح الكذاب من جنّة الفتنة.
ويا رجل إنّ بيان الإمام ناصر محمد اليماني يقبله كل إنسانٍ عاقلٍ كونه البيان الحق للكتاب ذكرى لأولي الألباب وما ينكره إلا أشَرّ الدواب الصمّ البُكْمُ الذين لا يعقلون، فلا تكن منهم وكن من الشاكرين أخي الكريم، واحمد ربك الذي قدّر وجودك في عصر بعث المهدي المنتظر ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ذلكم فضل من الله عليكم عظيمٌ فكونوا من الشاكرين يا أمّة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ


من هم أولو الألباب وحقيقة الدّابة..
{ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله التوابين المتطهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

أخي الكريم بارك الله فيك، فلماذا لم أرى تعليقك على المنطق الحقّ الذي يوافق العلم والعقل؟ والمنطقُ نطقَ به الله ربّ العالمين في كتابه العزيز، ألا وإنما المهديّ المنتظَر يحاجكم بما نطق به الله فآتيكم بالبرهان من ذات القرآن فتجدون أن البرهان هو من ذات القرآن؛ بل من آيات الكتاب المُحكمات البيّنات هُنَّ أمُّ الكتاب يعلمهنّ ويفقهنّ عالمُكم وجاهلُكم إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ.

ويا سبحان ربّي يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم! فما ظنكم لو كنتم في عصر تنزيل القرآن على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ إذاً لكنتم أشدّ كفراً بهذا القرآن العظيم إلا من رحم ربّي واتبع الحقّ من ربّه! فكيف إنكم تعرضون عن المهديّ المنتظَر الذي يحاجكم بكتاب الله الذي أنتم به مؤمنون؛ بل موقنون أنه كتاب الله القرآن العظيم وموقنون أنه محفوظٌ من التحريف!
والسؤال الذي يطرحه العقل والمنطق هو فإذا كنتم حقاً تريدون الحقّ ولا غير الحقّ إذاً فلماذا تعرضون عن منطق ربّ العالمين أم ترون ناصر محمد اليماني يُفسر القرآن على هواه مثل مُفسري القرآن من أئمتكم. أفلا تعقلون؟ فكم أذكر أنهُ لا ولن يتذكر فيبصر الحقّ إلا أولوا الأبصار منكم؛ أولوا الألباب، تصديقاً لقول الله تعالى: 
{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } صدق الله العظيم [ص:29]
فمن هم أولوا الألباب ؟ ألا إنهم أهل الفكر والمنطق العقلاني الذي يقبله عقل الإنسان البشري، ألا والله إن المُتفكرين المُتدبرين الذين يُحكِّمون عقولهم أنه لن يهدي الله غيرهم أحداً من الناس أجمعين، تصديقاً لقول الله تعالى:{ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) } صدق الله العظيم [الزمر]

فانظر لقول الله تعالى: 
{ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) } صدق الله العظيم [الزمر]، إذاً أهل المنطق هم أهل التّفكُّر فيحكمون عقولهم في جميع الأمور. ولكن للأسف إن الذين لا يتفكّرون فلا يستخدمون عقولهم فأولئك لا فرق بينهم وبين الحيوان الذي لا يتفكّر، وهل تميز الإنسان إلا بالفكر الذي هو العقل عن الحيوان؟ وقال الله تعالى: { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بل هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } صدق الله العظيم [الفرقان:44]

إذاً الإنسان الذي لا يعقل هو الذي لا يتفكّر فيُحكِّم عقله، فللأسف أهان نفسه من إنسانٍ مُكرمٍ بالعقل إلى حيوانٍ لا يعقل؛ بل للأسف أضل سبيلاً من الحيوان نظراً لأنه أعمى عن الحقّ الذي يقبله العقل والمنطق ولكن مُشكلته أنه لم يستخدم عقله حتى يُبصر قلبه الحقّ فمن بعد إستخدام العقل يبصر القلب لأن القلب أعمى و العقل مُبصر لا يعمى أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } صدق الله العظيم [الحج:46]

وأنا الإمام المهدي أدعوكم إلى إستخدام العقل والمنطق، وأدعوكم إلى الكُفر بالإتباع الأعمى من غير تفكّرٍ ولا تدبّرٍ هل يخالف للعقل والمنطق ما وجدتم عليه أباءكم أم يقبله العقل والمنطق؟ ثم آتيكم بالبرهان المُبين من مُحكم كتاب الله القرآن العظيم فتجدون أنّ البرهان الذي يحاج به ناصر محمد اليماني يقبله العقل والمنطق فيخضع العقل للحقّ من ربّه.
ولكن للأسف فبرغم أن كثيراً من علماء الأمّة ممن أظهرهم الله على دعوتنا لا يزالون في ريبهم يترددون بمعنى أنهم لا صدقوا ولا كذبوا، فهل تدرون ما هو السبب الذي منعهم من تكذيب ناصر محمد اليماني برغم تغيير عقائد وأحكام في الدين فينسفها نسفاً ويأتي بحكم الله الحقّ؟ وبما أن عقولهم تقبلت البرهان المبين ولذلك لم يتجرؤوا لتكذيب ناصر محمد اليماني نظراً لأن عقولهم خضعت للحقّ ولكن للأسف لم توقن قلوبهم بالحقّ من ربّهم ولذلك لا يزالون في ريبهم يترددون حتى يأتي قول الله تعالى:
{ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } صدق الله العظيم [النمل:82]
ألا و إن الدَّابة هو رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمِّه وآل عمران وسلّم تسليماً، وإنما الدَّابة أي إنسان.
وقال الله تعالى: 
{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا } صدق الله العظيم [فاطر:45]

ونستنبط من هذه الآية المقصود من كلمة 
{ دَابَّةٍ } أي إنسان، ولكنكم جعلتم الدَّابة حيواناً وأنتم تعلمون إنما الدَّابة حَكَمٌ بين المُسلمين وأهل الكتاب، وسوف يكلمكم وهو كهلٌ في السِّن حين يبعث الله جسده من تابوت السكينة فيكلم الناس كهلاً كما كلمهم وهو في المهد صبياً. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ } صدق الله العظيم [آل عمرآن:46]

أفلا تتفكرون لماذا لم يقل الله تعالى: 
(يكلم الناس في المهد ومن المُرسلين) بل قال الله تعالى: { وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ } صدق الله العظيم؟
وذلك لأن خاتم المُرسلين إلى الناس هو محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك سيبعث الله المسيح عيسى ابن مريم من الصالحين التابعين للمهدي المُنتظر ناصر محمد اليماني و وزيراً كريماً.

وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو الموقنين بآيات الكتاب أولي الألباب الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ


ردّ إلى (العاديات) من الآيات المحكمات..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

وسؤال العاديات، إنه يسأل المهديّ المنتظَر بما يلي فيقول:
أعطني مثالاً للجهل التصديقي من القرآن ومثالاً على العلم التصوري

اِنتهى السؤال.

ثم يرد عليك المهديّ المنتظَر وأقول: إنما الجاهل هو جاهل العقل، وبُرهان التصديق لجهله هو فعله على الواقع الحقيقي، فأجده من أشر الدواب الصُم البكم الذين لا يعقلون ولذلك لن يهديهم الله إلى الحقّ لأنهم لا خير فيهم لأنفسهم ولا خير فيهم لأمّتهم لأنهم لا يستخدمون عقولهم لأنهم مقتنعون بصراطهم الذي هم عليه ولذلك فلا يبحثون عن الحقّ من ربّهم. وقال الله تعالى: 
{ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(25) } صدق الله العظيم [الأنفال]

ومن أعظم الجهل في الكتاب هم الذين يتبين لهم الحقّ من ربّهم ثم لا يتخذونه سبيلاً لأنهم صمٌّ بكمٌ عميٌ. وقال الله تعالى:
{ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ } صدق الله العظيم [الأنفال:23]

فأي جهل بعد هذا الجهل! ويا أخي الكريم اتقِ الله فهل تريدون مهدياً منتظَراً على كيفكم أنتم فيتبع أهواءكم؟ ولو أنكم لا تزالون على الهُدى لما كان هناك داعي لبعث المهديّ المنتظَر فاتقِ الله، وإنما أحاجكم بالبيان الحقّ للذكر ألا والله إن من أجهل الناس هم الذين أظهرهم الله على أمري فاقتنعت بالحقّ عقولهم وبرغم ذلك لا يزالون في ريبهم يترددون إلا من رحم ربي واتَّبع عقله الذي لا يعمى عن الحقّ.

ويا سُبحان ربي فقد وجدنا إحساساً موحداً لدى كثيرٍ من الناس وهو عدم تكذيب ناصر محمد اليماني ويخشون أن يكون هو المهديّ المنتظَر كون بياناته يقبلها العقل والمنطق فوجدوها مؤيدة بسلطان العلم وليست فتاوى بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، وبرغم أنهم وجدوا الإمام ناصر محمد اليماني يخالفهم في كثيرٍ من المسائل ولكنهم لم يتجرَؤوا أن يُدلي بدلوهم العُلماء منهم لأنهم يرون حُجة ناصر مُحمد اليماني هي الحجة الداحضة، ولذلك تركوا بضاعتهم في جرابهم فلا هم كذبوا ولا هم صدقوا. وأما السفهاء الذين يشتمون فدليل جهلهم هو سوء ألفاظهم ويحاجون بغير علم ولا هدى ولا كتاب مُنير، فلا تكن منهم إني لك ناصح أمين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
عدو الجهل ومُبطل الملل إلا ملّة إبراهيم ومن تبعه حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ



ردّ الإمام على الأخت السائلة:
فتدبري العشر الآيات الأولى من سورة الكهف تجدّين فيهنّ سرّ المسيح عيسى ابن مريم الحقّ مع أصحاب الكهف؛
المسيح عيسى ابن مريم رفع الله روحه وطهّر جسده..


بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ، وسلام ٌعلى المُرسلين والحمدُ لله ربِّ العالمين، وبعد..

أختي الكريمة إنّ الله سبحانه ذكر الرفع والتطهير، فأمّا الرفع فهو لروح ابن مريم رفعه الله إليه، وأمّا التطهير فطهّر الملائكة جسده وجعلوه بأمرٍ من الله في تابوت السكينة مع أصحاب الكهف، وهو الرقيم المُضاف إليهم يكونون من آيات الله عجباً، ويظنّ النّصارى أن اليهود صلبوه ومالهم به من علم ولا لآبائهم، ثم بيّن الله لكم أنه الرقيم المضاف إلى أصحاب الكهف وجعله الله ضمن العشر الآيات الأولى من سورة الكهف وجاء التوضيح في الآية العاشرة:
{ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أصحاب الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آياتنَا عَجَبًا (9) } صدق الله العظيم [الكهف]

لمن أراد أن يُعصم من فتنة الدجال فيصدّق أن المسيح عيسى ابن مريم هو الرقم المضاف إلى أصحاب الكهف، وذلك لأن المسيح الكذّاب سيأتي فيقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول إنّه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل هو كذّاب وليس المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام الحقّ الذي لا يدعي الربوبيّة، ولذلك يُسمى المسيح الكذّاب.

فتدبري العشر آيات الأولى من سورة الكهف تجدّين فيهن سرّ المسيح عيسى ابن مريم الحقّ مع أصحاب الكهف وأنه الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف. وقال الله تعالى: بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ 
{ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ﴿١﴾ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ‌ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ‌ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرً‌ا حَسَنًا ﴿٢﴾ مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴿٣﴾ وَيُنذِرَ‌ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ﴿٤﴾ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَ‌تْ كَلِمَةً تَخْرُ‌جُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥﴾ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِ‌هِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦﴾ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْ‌ضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿٧﴾ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُ‌زًا ﴿٨﴾ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّ‌قِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿٩﴾ } صدق الله العظيم [الكهف]

وإذا تدبرتِ هذه العشر الآيات الأولى من سورة الكهف تجدّي حقيقة المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، ومن ثمّ تكوني في مأمن من فتنة المسيح الكذّاب الذي يريد أن يفتري أنه هو المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله وذلك حتّى يُصدّقه ويتَّبعه الذين قالوا إنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم بغير الحقّ.

ومن ثمّ يتبيّن لكم الحكمة من التدبّر والحفظ للعشر الآيات الأولى من سورة الكهف وذلك لكي تفرقوا بين المسيح عيسى ابن مريم الحقّ وبين المسيح عيسى ابن مريم الكذّاب.


وأمّا رفعه فلم يقل الله أنّه رفع جسده؛ بل أفتاكم الله أنّه توفاه ورفع روحه إليه، وأمّا جسده فطهّرته الملائكة ولم يمسّه اليهود بسوء. وقال الله تعالى: 
{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى أنّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا } صدق الله العظيم [آل عمران:55]. فأما قوله تعالى: { أنّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ }، ويقصد نفس ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وذلك لأن الأنفس تُرفع عند النوم أو عند التوفي. قال الله تعالى: { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أجَلٍ مُسَمَّى } صدق الله العظيم [الزمر:42]. وسوف يرسل الله نفس ابن مريم إلى الجسد في القدر المقدور ليبعثه الله فيُكلمكم، وأمّا الجسد فطهّرته الملائكة وأضيف إلى أصحاب الكهف وهو الرقيم وكما قلنا أن قوله تعالى: { إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } إن ذلك يخصّ نَفْسَ المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام. وأمّا قوله تعالى: { وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا }، أي مُطهّر الجسد من الذين كفروا فلا يمسّوه بسوءٍ، وقام الملائكة بغسله ووضعه في تابوت السكينة ووضعوه في الكهف؛ وهو ليس في فجوة أهل الكهف؛ بل في قبة بداخل الكهف في مكانٍ طاهرٍ، فلا عجب من الحقّ أختي الكريمة.

وبعد وقوع القول سوف يبعثه الله فيكلمكم كهلاً كما وعدكم الله بذلك، ولكن أكثر النّاس لا يعلمون. 
وإنّما الدابة إنسانٌ يكلمهم كهلاً وهو المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وعلى أمّه الصدّيقة القدّيسة وعلى محمد وآله الطيبين والتابعين للحقّ في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ



{ وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً }
الردّ على أشرف..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

أخي الكريم إن الله لم يقُل أنّه رفع نبيه إدريس إلى السماء؛ بل قال الله تعالى: 
{ وَاذْكُرْ‌ فِي الْكِتَابِ إِدْرِ‌يسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ﴿٥٦﴾ وَرَ‌فَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ﴿٥٧﴾ } صدق الله العظيم [مريم]

بمعنى إنّ إدريس مرفوعٌ في مكانٍ عليٍّ في هذه الأرض في أعلى مكانٍ في المنطقة الوسطى بين العالمين؛ وهي الجزيرة العربيّة، وأعلى منطقة في الجزيرة العربيّة هي هضبة اليمن، وأعلى منطقة في اليمن هي منطقة ذمار، وأعلى مكان في محافظة ذمار هي قرية الأقمر، وذلك هو المكان العليّ المرفوع فيه نبي الله إدريس مع إخوته إلياس واليسع والرقيم المسيح عيسى ابن مريم المرفوع إليهم مُؤخراً. وقال الله تعالى: 
{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا } صدق الله العظيم [آل عمران:55]

فأما قول الله تعالى: 
{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } فالمقصود بذلك رفع روح المسيح عيسى ابن مريم إلى بارئها كما يُتوفى النائمون. تصديقاً لقول الله تعالى: { اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأخرى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيات لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } صدق الله العظيم [الزمر:42]

إذاً التَّوفّي المقصود في هذا الموضع هو كما يتوفى الله أرواح النّاس في منامهم، وقال الله تعالى:
{ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم باللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بالنّهار } صدق الله العظيم [الأنعام:60]

وكذلك كما يتوفى أرواح الأموات فيرفعها إليه فيمسك التي قضى عليها الموت ويُرسل الأخرى إلى أجل مُسمى. والآن علمنا المقصود من قول الله تعالى: 
{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } صدق الله العظيم، وإنهُ يقصد الرفع للروح من غير الجسد، وأمّا الجسد فيخصه قول الله تعالى: { وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا } صدق الله العظيم، بمعنى أن الذين كفروا لم ينالوا من جسد المسيح عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - وما قتلوه وما صلبوه بل أيّده الله بروح القدس جبريل والملائكة ورفع الله روح المسيح عيسى ابن مريم ورفع الروح القدس ومن معه جسد المسيح عيسى ابن مريم وطهّروه وجعلوه الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف، وشُبِّهَ للذين كفروا جسداً آخر بُقدرة الله، ولكن النّصارى ظنّوا أنّ اليهود قتلوا المسيح عيسى ابن مريم ولكنهم ما قتلوه وما صلبوه، ولكن النّصارى الذين قالوا اتخذ الله ولداً سبحانه مالهم بجسد المسيح عيسى ابن مريم من علمٍ فلا يعلمون أنّ الله طهّره من الذين كفروا فلم يلمسوه وتمت إضافته إلى أصحاب الكهف، وبيّن الله لكم ذلك في الآيات العشر الأولى من سورة الكهف. وقال الله تعالى: { الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ﴿١﴾ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ‌ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ‌ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرً‌ا حَسَنًا ﴿٢﴾ مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴿٣﴾ وَيُنذِرَ‌ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ﴿٤﴾ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَ‌تْ كَلِمَةً تَخْرُ‌جُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥﴾ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِ‌هِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦﴾ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْ‌ضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿٧﴾ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُ‌زًا ﴿٨﴾ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّ‌قِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿٩﴾ } صدق الله العظيم [الكهف]

وذلك هو المسيح عيسى ابن مريم الرقم المُضاف إلى أصحاب الكهف، ولذلك قال الله تعالى: 
{ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آياتنَا عَجَبًا } صدق الله العظيم

ولو كان الله رفع إليه جسد المسيح عيسى ابن مريم ؛ إذاً لما توفى إليه روحه - عليه الصلاة والسلام - لو كان رفعه جسداً وروحاً لو كنتم تتفكرون، ولكن توفى الله إليه روح المسيح عيسى ابن مريم وتمّ رفع جسده في مكان عليٍّ في الجزيرة العربيّة, وهو ذات المكان الذي حفظ الله فيه أصحاب الكهف، ولا يزالون في الكهف جميعاً, وسوف يبعثهم الله إليكم جميعاً فيكونون من آيات الله عجباً للناس لو كنتم تعلمون. وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

وأمّا الشفاعة فأجيبك بقول الله تعالى: 

{ وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:51]

فإذا كنت ترى أنّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أرحم بك من الله فأنت على ضلالٍ مُبين، وإذا علمت وآمنت أن الله أرحم بك من محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأرحم بك من ناصر محمد فقد فزت فوزاً عظيماً وأقمت الحجّة على ربّك بين يديه يوم تأتي كل نفس تُجادل عن نفسها فتحاجّ ربك بصفة الرحمة ثم لا ينكر الله عقيدتك بالحقّ أنهُ حقاً أرحم الراحمين، فيدخلك برحمته في عباده الصالحين، وأمّا إذا كنت ترجو من دون الله شفيعاً فلن تنفعك شفاعة الشافعين، ولستَ على الصراط المستقيم حتى تعلم وتعتقد في قلبك أن الله أرحم بك من أمّك وأبيك ومن محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن ناصر محمد اليماني ومن النّاس أجمعين، فاستغنيت عن شفاعة عباده برحمة الله أرحم الراحمين من دونهم ولم تستغني بشفاعتهم من دون رحمة الله. ولذلك قال الله تعالى: 
{ وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:51]

فهل استغنيت برحمة الله عن رحمة المهديّ المنتظَر الذي هو أدنى رحمةً بك من الله أرحم الراحمين يا أشرف المصري؟ وقد كنت لا تدري والآن علمت أن الذين يرجون الشفاعة من عباده من دونه فقد ضلّوا ضلالاً بعيداً، وهداك الله وثبتك وإخوتك على الحقّ وأذهب عنكم رجس الشيطان وطهّركم الله تطهيراً برحمته، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني..
ــــــــــــــــــــ


أخي الفيصل اليمانـــي..

بسم الله الرحمن الرحيم، أخي الفيصل اليماني أخبرنا ولا تنحرج، ما هي الموانع التي منعتك من كشف الحقيقة للعالمين؟ فهل لم تصدقك قبيلتك؟ أم لم يصدقك أصحاب قرية الأقمر الغافلون إلا من رحم ربّي؟ أم ما خطبك وما دهاك فقد أوشك الشهر الذي وعدتنا خلاله أن تأتينا بنتيجةِ أن ينتهي؟ ولكن إن لم تستطع فلا حرج عليك أخي الكريم ولا يُكلف الله نفساً إلا وسعها، واعلمْ أنك سوف تجد قوماً لا يفقهون الحقّ من ربّهم إلا قليلاً..وإن لم يعثر النّاس عليهم قبل بعثهم فسوف يبعثهم الله فيخرجون على النّاس أحياءً يمشون من آيات الله عجباً في ضخامة الخلق من الأمم الأولى من الذين زادهم الله بسطةً في الخلق، وكذلك يبعث الله الرقيم المُضاف إليهم المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وهو دابة من الأرض تُكلمهم بأن يتبعون الحقّ؛ ويكون من التّابعين، إن النّاس بآيات الله لا يوقنون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.

وها أنتم كما وصفكم الله في عصر ظهور الإمام المهدي وخروج الدّابة لا توقنون بالبيان الحقّ لآيات ربّكم حتى إذا وقع القول عليكم بالحقّ وتطلع الشمس من مغربها يبعثهم الله؛ وإن يشاء فقبل ذلك، وإلى الله تُرجع الأمور، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاس كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ } صدق الله العظيم [النمل:٨٢].

فلا حرج عليك أيها الفيصل اليماني شيئاً وإلى الله ترجع الأمور والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين، أهم شيء أني علّمتكم بمكانهم ومعهم المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- تسليماً كثيراً، ومن نفس المكان المعلوم سوف يخرجون في قدرهم المقدور في الكتاب المسطور أحياءً يمشون؛ أولئك من وزرائي المُكرمين أربعة من الأنبياء لو كنتم تعلمون! وإلى الله تُرجع الأمور.

ويا عجبي من عُلماء أمّة يعلمون إن الله قد جعل الإمام المهدي إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثم يحقّرون من شأن الإمام المهدي المنتظر وحرّموا عليه أن يُعرّفهم بشأنه وأنهم هم من يعرفونه بما سيعرفون!! وها هو الإمام الحقّ قد أخرس ألسنتهم في كافة المواضيع التي خالفناهم فيها جملةً وتفصيلاً فلم يذودوا شيئاً لأنهم لا يستطيعون شيئاً نظراً لقوة البُرهان المُبين من مُحكم القرآن العظيم، ولو كنت أجادل النّاس بالروايات لاستطاعوا أن يجادلونني جدلاً كبيراً من كثرة الباطل المُفترى، ولكني أعلم أنه الحجّة لله على محمدٍ وناصر محمدٍ وقومِهما هو الذكر المحفوظ من التحريف. تصديقاً لقول الله تعالى: 
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } صدق الله العظيم [الحجر:٩].
{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } صدق الله العظيم [الزخرف:٤٤]

وفيه الحُكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، تصديقاً لقول الله تعالى: 
{ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاس بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ }
 صدق الله العظيم [النساء:١٠٥]

فبأي حديث بعده تؤمنون؟ وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ


اقترب الوعد الحقّ وأهل اليمن لم يبحثوا عن حقيقة التابوت..
بسم الله الرحمن الرحيم، والسلام على من اتّبع الهُدى إلى الصراط المُستقيم، ثم أمّا بعد..

ما خطبكم يا أهل اليمن لا تفعلون ما تُؤمرون أم إنكم مُستهزؤون؟ أم إنكم لا تريدون استخراج الآيات إلا بعد طلوع الشّمس من مغربها؟ أم إنّكم لا تعلمون ما هي
 { دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ } [النمل:82]؟ أم إنكم لستم من الدّواب وقال الله تعالى: { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النّاس بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ } صدق الله العظيم [النحل:61]، أي ما ترك عليها من إنسان. وقال الله تعالى: { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } صدق الله العظيم [الأنفال:22]. أي أشر النّاس؛ والنّاس دوابٌ يدأبون على الأرض. فما خطبكم يا معشر علماء الأمّة جعلتم الدّابة مُجرد (*****) لهُ أربعة أرجلٍ رغم أنّكم تؤمنون بأن الدّابة حَكَمٌ بين أهل الحقّ وأهل الباطل ثم تجعلون هذه الدّابة (*****)! مالكم كيف تحكمون؟ بل سرّ الدّابة مجهولٌ ولم يُبيّنهُ محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكنّ المنافقين والذين يقولون على الله ما لا يعلمون ألَّفوا عن الدّابة أساطيرَ ما أنزل الله بها من سُلطان.

أم إنكم لا تؤمنون بأنّ المسيح ابن مريم لا يُكلمكم كهلاً؟ وقد يقول قائل: "لكن الله قال تُكلمهم ولم يقل يُكلمهم". أقول ذلك لأن الله يتكلم عن النفس أي عودة نفس ابن مريم إلى جسدها لتُكلم النّاس بالحقّ، وإن هذه النفس هو المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام الذي يٌكلم النّاس في المهد وكهلاً، فلا تُجادلوا فيما ليس لكم به علم، ولسوف تُبصروا الحقّ على الواقع الحقيقي حتى إذا آمنتم بأمري سوف أظهر لكم للمُبايعة لأعلي كلمة التقوى: 
{ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى } [طه:40]

فما أحوجكم إلى من يقودكم للدفاع عن أنفسكم، وأنا الإمام ناصر محمد اليماني أُعلن بأنّ أجبنَ قادةٍ في حُكام العرب في تاريخ ذُريّة إبراهيم هم قادة القرن الواحد والعشرين الذين أصابهم الوهن فرضوا بالحياة الدنيا، وذلك مبلغهم من العلم. ولا أظن بوش هو مالك الملك يؤتي المٌلك من يشاء؛ بل الله مالك المُلك يؤتي المُلك من يشاء يا معشر القادة العرب، إذا لم يكن عندكم الوازع الدّيني فأين وازع الحَميّة والغيرة العرقيّة العربيّة أم تظنّون بأنّها حميّة الجاهليّة؛ بل حميّة الجاهليّة عندما تحتمي على طائفة وهم ظالمون. وقال تعالى: 
{ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ } صدق الله العظيم [87:التوبة]. ومعنى الخوالف أي النساء، فإذا لا يوجد الوازع الدّيني فلن تُغادركم روح الحميّة، ولكن حُبّكم للسلطة قد طغى فوهنتم وتقاعستم عمّا أمركم الله في القرآن العظيم: { وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً } صدق الله العظيم [36:التوبة]

وتأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا فإذا افترقن تكسرت أحادا، فكيف تتفرجون والأعداء يكسرون ظهوركم أحادا دولةً تلو الأخرى وأنتم تنظرون! وما حدث في جارك حدث في دارك، أم إنكم لم تسمعوا بوش يقول بأنه يريد تغير النظام في الشرق الأوسط بأسره ولم يستثني أحداً منكم، ولو كان يريد الصلاح كما يقول لقلنا سُحقاً لكم ولكنه يريد الفساد والخراب. 
فهذا هو فساد بني إسرائيل الثاني والأكبر أم إنكم لا تعلمون بأن صُناع القرار في البيت الأبيض من أصل يهودي؟ وذلك معنى قوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْ‌ضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿١٢﴾ } صدق الله العظيم [البقرة]

وقد يظن الجاهل بأن معنى قوله
 { وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } أي اليهود لا يشعرون بأنهم مفسدون فهذا تأويل خطأ؛ بل لا يشعر البشر المُتظاهرون في العالم ضدّ الحرب الأمريكية بأن وراء التفجيرات الخفيّة أيادي الموساد اليهوديّة ويسندونها للإرهاب، فأقنعوا الرأي العالمي لشعوب البشر الذين قالوا لأمريكا لا تفسدوا في الأرض فقال الأمريكان اليهود إنما نحن مُصلحون، فقد رأيتم صلاحهم في العراق بعد إخراج السُفياني ولا خير في السُفياني من ذُريّة معاوية بن أبي سفيان.

فيا أهل اليمن، ويا أيّها الرئيس علي عبد الله صالح، إني أُناشدك بالله العظيم أن تُرسل إلى قرية الأقمر للبحث عن التابوت في أحد الكهوف والتي توجد بالقرية في أسفل القرية كهف بابه قبلة أي شمال غرب وهو الكهف الوحيد الذي بابه شمال غرب في هذه القرية، والبناء داخله فليهدّوا البناء، ومن ثم سوف يجدون سُلماً حجريّاً ينزلون فيه فيسلكون طريقاً كالقناة تؤدي إلى قُبة كبيرة والتي يوجد بها تابوت السكينة، ثم ينظرون ما بداخل التابوت ثم ينظرون أصدقتُ أم كنت من الكاذبين، فقد اقترب طلوع الشّمس من مغربها وأنتم غافلون.

فيا أهل اليمن أسرعوا فإذا أعرض رئيسكم عن هذا الأمر أليس فيكم رُجلٌ رشيدٌ يذهب بخطابنا إلى قرية الأقمر حتى يسلمه لرجل يُدعى عبد الخالق سعد؟ فإن أبيتم فسوف يخرج الله الدّابة بعد طلوع الشّمس من مغربها بعد وقوع القول عليكم بسبب عدم يقينكم بآيات ربّكم: 
{ أَنَّ النّاس كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ } [النمل:82]

وقد علمت من خلال هذه الآية إنّكم لم تكذبوا بأمري ولم تصدقوا؛ بل في أنفسكم احتمال بأني قد أكون صادقاً، ولكن الاحتمال هذا لم يصبح يقيناً بعد فذلك هو سبب صمتكم وعدم الردّ على خطاباتي، أليس ذلك صحيحاً أم إنكم سوف تنكرون حتى ما في أنفسكم؟ فارجعوا إلى أنفسكم تجدون ذلك لعلكم توقنون. وأنا منتظر لردّ أهل اليمن وكذلك الذين اطّلعوا على هذا الأمر منتظرون لردّ أهل اليمن هل وجدوا ما يقول ناصر محمد اليماني حقّاً على الواقع الحقيقي أم كان من الكاذبين؟ فهذا ليس موعد عذاب قابل للتبديل أو التأخير بل شيء موضوع في الكهف لا يؤخره إلا تهاونكم في الأمر.

وأنا وغيري منتظرون للردّ من أهل اليمن عاجلاً غير آجل، ما لم فسوف يُسلِّط الله عليكم عدوكم فيذيق بعضكم بأس بعضٍ فقد جاء إليكم العدو إلى عُقر داركم لُيذلَّكم ويغتصب نساءكم وينتهك أعراضكم ويسلب أموالكم وخيراتكم ويفتنكم عن دينكم فوق فتنتكم لأنفسكم فهل أنتم مُسلمون أم تقولون ما لا تفعلون؟
الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق