الثلاثاء، 29 أبريل 2014

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر] فهل معنى ذالك أن التسبيح نوع من الإستغفار؟

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه،
وإن كانت مثل زبد البحر] 
فهل معنى ذالك أن التسبيح  نوع من الإستغفار؟ 
والجواب لأولي الألباب:
أن التسبيح لله لهو من أعظم أنواع الاستغفار إذا رافقه الإقرار بالذنب وعدم الإصرار على الاستمرار
بل استطاع رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام أن يغير حكم الله في القدر المقدور في الكتاب أن يلبث في بطن الحوت إلى يوم البعث ويُعَمِّرَ،
 وكذلك يُعَمِّرُ الله سجنَة الحوتَ الذي يتجول به في باطن البحر في ظلمات بعضها
 فوق بعض.وقال الله تعالى:
{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ‌ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾}
صدق الله العظيم [الأنبياء]
إذاً تبين لكم أنَّ الاستغفار مع نطق شهادة التوحيد الحق والتسبيح والإقرار بالذنب مع عدم الإصرار لهو من أعظم الاستغفار، وتُغَيِّرون بهذا الدعاء القدر المقدور في الكتاب المسطور كما غيَّره رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام حسب 
فتوى لكم في محكم كتابه:
{ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾} 
صدق الله العظيم [الأنبياء]
بل غير بهذا الدعاء القدر المقدور في الكتاب، كون الحكم عليه في الكتاب بالسجن المؤبد إلى يوم البعث، وحكم الله عليه بعدم الموت وعدم موت سجنة المتحرك (الحوت) إلى يوم البعث ولكنه بالتسبيح مع الاعتراف بالظلم وعدم الإصرار استطاع أن يغير القدر الحكم الذي قدر الله له في الكتاب في علم الغيب وإنما غيره بالدعاء.
 إن الله على كل شئ قدير. ولذلك قال الله تعالى:
{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿١٣٩﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿١٤٠﴾ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴿١٤١﴾ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢﴾ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَ‌اءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴿١٤٥﴾ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَ‌ةً مِّن يَقْطِينٍ ﴿١٤٦﴾ وَأَرْ‌سَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١٤٨﴾} 
صدق الله العظيم [الصافات]
وبذلك التسبيح واعترافه بظلم نفسه غفر الله له وأعاد إليه مكانته وأتم به
 رسالته إلى قومة مرة أخرى:
{وَأَرْ‌سَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١٤٨﴾}
صدق الله العظيم [الصافات]
وسبق تفصيل قصة نبي الله يونس من الكتاب وسبب إيمان قومه أجمعين وسبب

 كشف العذاب عنهم وفصلناها تفصيلاً..
ويا أحبتي في الله إياكم والطعن في أيٍ من الأحاديث النبوية حتى تعرضوه على محكم كتاب الله لكشف حقيقته هل هو حديث من عند الرحمن ورسوله، أم حديث من عند الشيطان عن طريق أولياءه؟ 

وقد علمكم الله أن الحديث النبوي المفترى عن النبي زورا وبهتاناً أنكم سوف تجدون بينه وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، كون الأحاديث النبوية الحق التي نطق بها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي كذلك من عند الرحمن كما القرآن من عند الرحمن. تصديقا لقول الله تعالى:
{فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} 
صدق الله العظيم [القيامة]
ومن خلال ذلك نعلم أن القرآن وأحاديث سنة البيان جميعهم من عند الرحمن وما ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، غير أن الله علمني أن الأحاديث النبوية لم يَعِدكم بحفظها من التحريف بل وعدكم بحفظ القرآن العظيم من التحريف، وأمركم أن تَعْرُضوا الأحاديث النبوية على آيات الكتاب المحكمات البينات، وأفتاكم الله أن الحديث النبوي إذا كان من عند غير الرحمن أي من عند الشيطان فسوف تجدون بينه وبين حديث القرآن المحفوظ في محكم القرآن اختلافا كثيراً، كون الحق والباطل نقيضان لا يتفقان. وذلك هو البيان لقول الله تعالى:
{مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾}

صدق الله العظيم [النساء]
ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببعث المهدي المنتظر لاتبعتم أمر الشيطان المخالف لمحكم القرآن إلا قليلاً. 

فاتقوا الله واكفروا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم في أحاديث السنة النبوية كونه حديث مفترى من عند غير الله ورسوله، فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم
 ولا تتفرقوا، 
***
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق