الجمعة، 23 مايو 2014

هل لي أجر في قراءة القرآن رغم أن قرائتي مكسرة ضعيفة؟ وكيف أتدبر القرآن؟

 
 هل لي أجر في قراءة القرآن رغم أن قرائتي مكسرة ضعيفة؟
وكيف أتدبر القرآن؟
 والجواب لأولي الألباب: 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وأله الطيبين الطاهرين
 والتابعين للحق إلى يوم الدين(وبعد)
إني أراك تتفكر في كتاب الله وأريدُ أن اصلح تفكيرك بالحق وأهديك بالحق
 إلى صراط العزيز الحميد
وأما التعريف لكلام الله فهو:
يتكون من علوم غيبية حق على الواقع الحقيقي منها أخبار ما قبلكم ومنها أخباركم ومنها أخبار من بعدكم إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين ومن ثم يتابع أخبار الأخرة ونتائج المؤمنيين به والكافرين به من قبل فيشهدوا تأويل علمه الغيبي يتحقق أمام أعينهم على الواقع الحقيقي ولذلك يقولوا قال الله تعالى:
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ 
 رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ}
صدق الله العظيم
  إذا الأيات التي يحتوي فيها كلام الله عن الأخرة يُحقق الله كلامة على الواقع الحقيقي وأما الأيات التي تحتوي على كلام الله فيها عن أخبار الأولين فهي اخبار بمنتهى الدقة في الحق سواء أخبار المؤمنيين أو الكافرين،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ 
 مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}
صدق الله العظيم
وكذلك عن قصة يوسف وإخوته وتصديقاً لقول الله تعالى:
{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاء الْغَيْب نُوحِيه إِلَيْك وَمَا كُنْت لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ }
صدق الله العظيم
وكذلك قصص الأمم الأولى مع رسل ربهم وكيف دار النقاش بينهم فكفروا فأخبرنا الله كيف صنع بهم وأين أذهبهم 
ويا اخي السائل:
 إن القرأن كلام الرحمن فيه تفصيل لكل شئ في حقائق البشر وحقائق الكون وحقائق في الدنيا وحقائق في الأخرة وحقائق في القصص وفتاوى فقهية وعقائدية وحدودية وتنظيم الحياة للبشر في الأرض ويامر بالخير وينهى عن المُنكر حتى يعيشوا البشر في سلام من شر بعضهم بعضاً ويشمل حتى تنظيم الأسرة وأداب ويُعلمنا الأخلاق الكريمة بل القرأن رحمة للعالمين أيها السائل عنه تدبر وتجد له حقائق في الدنيا تجدها 
 الأن وله حقائق نجدها في الأخرة تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنظُرُونَ 
 إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (53) إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }
صدق الله العظيم
  فتدبر في كلام الله ثم طبق كلامه على ما بين يديك وما خلفك من السماء 
والأرض ومن ثم تقول:
ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار
واما تفكيرك الذي تفكر به فأفتيك بالحق إنه طائف من الشيطان وليس من الرحمن ليدخلك في متاهات حتى لا تخرج بنتيجة من التفكر والتدبر في كلام الله وكلام الله يقول الصدق ومن أصدق من الله حديثاً في كُل ما يقول بمنتهى الدقة عن القصص والأخبار والوقائع الماضية والحاضرة والمُستقبلية أي الحقائق العظمى
وأما أعمال البشر:
فهناك ملكان مكلفان مع كل إنسان يكتبان كُل صغيرة وكبيرة ويخرج له 
يوم القيامة كتاب يلقاه منشوراً تصديق لقول الله تعالى:
 {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا }
  صدق الله العظيم
ومن ثم يقولوا :
{وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا 
 وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا }
 صدق الله العظيم 
ولا تحسبن الذين يُعقدوا فهم القرأن على الناس تعقيداً لا تحسبنهم بمفازة من العذاب إني لك لمن الناصحين وبعض المؤمنيين يهجر القرأن بحجة أنه يُكسر فيه ويقول له الشيطان هذا كلام الله فلا يجوز لك أن تُكسر فيه 
ولكني أفتي :
إن الذي يقراء القرأن وهو عليه شاق له بكل حرف حسنة فأما قراءته
في الصلوات فبكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها وأما في النافلة والتدبر
 فبكل حرف سبعمائة حسنة
ولولا إن الله علم أن منكم مرضى وأخرين يضربون في الأرض يبحثون عن عيشهم وفي سبيل الله لأمركم بقرأته اليل والنهار لا يأخركم منه إلا المأكل أو قضا الحاجة أوالنوم تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}

 صدق الله العظيم
وأنصحك بالتدبر في كلام الله للتفكر في حقائق أياته من بين يديك ومن خلفك
 في السماء وفي الأرض وأبدئ بالتفكر في نفسك فأنت من أيات ربك 
ومن حقائق كلام الله في القرأن ،تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ 
رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذاريات: 20-23]. 
وبهذا التفكير تخرج بنتيجة كبرى وهو الهدى إلى الحق فيشرح الله به صدرك وينور الله به قلبك ويهديك الله به إلى صراطاً مُستقيم
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
أخوك الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق