السبت، 3 مايو 2014

قال الله تعالى:{ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } فما يقصده الله تعالى بشفاعة الشافعين ؟

 قال الله تعالى:{ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ }
فما يقصده الله تعالى بشفاعة الشافعين ؟

والجواب لأولي الألباب:
 بسم الله الرحمن الرحيم،
 والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين من أوّلهم
 إلى خاتمهم محمد رسول الله وعلى جميع المؤمنين التابعين الحقّ
 إلى يوم الدين، أمّا بعد..
قال الله تعالى:{ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ }

صدق الله العظيم [المدثر:48]،
 فهل يقصد الله أنّ الشافعين الذين يعتقدون بشفاعتهم لهم بين يدي 
ربّهم أنهم حقاً سوف يشفعون لهم بين يدي الله إلا أنها لن تنفعهم شفاعتهم؟ 
والجواب سوف نتركه من الربِّ مباشرة:
{ كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً (82) } 
 صدق الله العظيم [مريم]؛ 
بل يقصد أنّ الشفاعة التي يعتقدون بها لن تنفعهم لكون لا وجود للشفاعة
 أبداً فلن يستجيبوا طلبَ الشفاعة لهم بين يديّ ربِّهم ،
تصديقاً لقول الله تعالى:
 { وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا (52) }
 صدق الله العظيم [الكهف].
وقال الله تعالى:
 { إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) ۞ يَا أَيُّهَا النَّاسُ 
أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) } 
 صدق الله العظيم [فاطر].
وقال الله تعالى:

 { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ(29) }
 صدق الله العظيم [يونس].
ولن يقصد الله تعالى بقوله:{ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ }
  صدق الله العظيم؛
 أي أنه يوجد عبيدٌ يشفعون للعبيد بشكلٍ مباشرٍ بين يدي الربِّ المعبود، هيهات هيهات.. فلا يعلم اللهُ أنه يوجد عبدٌ 
يتجرأ للشفاعة بين يدي الربّ المعبود تصديقاً لقول الله تعالى:
 { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ 
وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
 صدق الله العظيم [يونس:18].
فانظر لقول الله تعالى:
{قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَفِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
صدق الله العظيم،
 بمعنى: لا يعْلَمُ الله بأنَّ لهم شفعاء بين يدي ربِّهم وإنما يأذن الله بالخطاب لتحقيق الشفاعة من الربِّ مباشرةً 
فتشفع رحمته لعباده من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
 صدق الله العظيم [الزمر:44].
فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟
وصفة الرحمة في نفس الله 

هي حجّةٌ لكم على ربِّكم، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.
وسلام على المرسلين والحمد لله ربِّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق